Wednesday, November 28, 2007

سمك المسكوف

المطعم الان جاهز لإستقبال الزبائن! وانا أستشهد باحد أصحاب المطاعم التي تتخصص بإعداد سمك المسكوف في وسط بغداد. و ما هي أهمية هذه الأسماك البسيطة؟ سأبدأ مع قصة و تجربتي أنا مع سمك المسكوف.
منذ بضع شهور انا و صاحبي (و هو كردي بالتحديد) ذهبنا الى مطعم عراقي في الجيزة. صاحبي "ايهاب" كان يشتغل كمترجم للسفارة الأمريكية في "المنطقة الخضراء" في بغداد. لجأ الى القاهرة نظرا لتهديدات المتطرفين بقتله, فهرب من بلاده و بيته لأجل أمنه.
أنا و أيهاب قررنا الذهاب الى المطعم العراقي في الجيزة بسبب لميزة معيمة لهذا المطعم, و هي سمك المسكوف.
وصلنا المطعم و وجدنا حمام سباحة قصادها و فيه كان موجود اسماك المسكوف و اخترنا (أو, بكلام صاحبي, حكمنا على) واحد منها و جلسنا في المطعم الفارغ.
و حكى صاحبي ليّ عن أيامه في بغداد جالسا جانب نهر دجلة مع أصدفائه قبل الحرب, و كيف تغيرت منطقة "أبو نواس" (المنطقة التي فيها مطاعم سمك المسكوف) منذ 2003 و الغزو.
و الان نرى افتتاح لهذه مطاعم سمك المسكوف حيث, نظرا لتحسّن الوضع الأمني في بغداد, فتحت الشوارع و المطاعم مجددا.
فماذا تعني عودة سمك المسكوف الى شوارع بغداد؟ على الأقل هذه تجعلني أكثر تفاؤلا بمستقبل العراق و استقرارها, يعني, ممكن لا نعرف إذا كان مصير العراق مكتوبا.
وصل سمك المسكوف طاولتنا و هو كان لذيذا فعلا - أنشأ الله صاحبي أيهاب سوف يرحجع العراق يوما ما, و من يعرف؟ ممكن بعد بضع سنوات سأجلس معه بجانب نهر دجلة.

No comments: